من الخائن ؟
عندما يطرق السهم باب قلبك -- وترتعش يداك -- وتدمع عيناك -- وتهتز جميع جوارحك --و لا تستطيع السيطرة على مشاعرك واحاسيسك ووجدانك -- وترى كل شيىء أمامك جميلا ولطيفا وتشعر و كأنك انسان اخر تجرد من كل ماضيه بما فيه من حلوه و مره -- وبدأت لحظة الميلاد من جديد ميلاد حياة جديدة-- أحسست فيها وكأنك عندليب مغرد -- طائر فى سماء الحب والهيام وتمنيت الا تمضى هذه اللحظة سريعا بل تدوم وتستمر الا نهاية العمر ويكون عمرك قد مضى فى لحظة -- نعم لحظة وما ادراك ما اللحظة -- انها حياة طويلة مليئة بالعواطف والاشواق واحيانا بعض الشجون ولكنها حياة سعيدة ومستقرة -- انها حياة الروح وليس البدن -- فالبدن حياته قصيرة مهما طالت ثم يفنى -- لكن حياة الروح هى الباقية --
عندما تعيش جمال هذا الاحساس -- وتفتح قلبك على مصرعيه لاستقبال أهم حدث فى حياتك حدث يغير مجرى حياتك من النقيض الى النقيض -- انه الحب الذى طالما سمعنا عنه وتكلمنا كثيرا بافعاله وعشنا تحت هذا المسمى قصص وهمية لا تمت له بأى صلة -- ولكنها كانت اوهام حب -- مثل القبول -- الارتياح -- الاعجاب ولكنها ابدا لم تكن حب -- فالحب الحقيقى هو الذى اتحدث عنه وليس كل اعراض الحب تصبح حبا -- فالحب له سمات ومواصفات واعراض وبدايات من الصعب أن تجدها بسهولة فى زماننا هذا --
ولكنك وجدت فى هذا الحب الجميل كل ما تتمناه-- وسكن الحبيب بقلبك وأغلقت عليه ب مفتاح احاسيسك ومشاعرك واغدقت عليه بحنانك وحبك و طيبة قلبك -- وعشتما اجمل حياة -- اجمل قصة حب -- قصة حب تحاكت بها كل الناس -- حتى العشاق كادوا ان يشككوا فىقصة هذا الحب الجميلة البريئة --التى توجت بالزواج السعيد -- نعم-- الزواج السعيد -- وأثمرت عن ولدين جميلين اصبحا قرة اعيننا -- واملنا -- وتمنينا ان نرى فيهما مستقبلنا -- وان يتربيا فى بيت بنيا من الحب فأساس بيتنا الحب وجدرانه من المشاعر والاحاسيس وحتى اسقفه من الاشواق والامان وابوابه من الولع والغرام --
ولكن -- وللاسف الشديد -- جاء الزلزال-- وأهتز بنا البيت الجميل وحدث شرخ فى جدار البيت -- بالناكيد هذا الشرخ احدث تصدعات كثيرة -- وحاولت ان أرمم هذه التصدعات -- ولكن كل محاولاتى باءت بالفشل -- لان الشرخ أصبح كبيرا ومن الصعب معالجته -- ولكننى كنت أحاول بقدر الامكان -- وعندما سألت عن مدى قوة الزلزال الذى أصاب بيتنا ونحن نعلم جميعا ان الزلزال من الكوارث الطبيعية ولكن هذه المرة كان مختلفا -- كان الزلزال من الكوارث البشرية -- وبقوة أهل زوجتى بمقياس الحموات ( ريختر سابقأ )-- ولم يحدث على مدى العصور السابقة ويعتبر أول زلزال من نوعه تعرفه البشرية -- وانهار البيت الجميل الذى عانينا كثيرا فى تأسيسه على رؤسنا جميعا -- وتشرد اولادنا -- وضاع الحلم الجميل واصبحت امها اسعد انسانة فى الدنيا بعد تفريقنا وتشريد الاولاد -- وانكسارهم بين اقرانهم سواء فى المدرسة أو النادى او حتى جيرانهم فذهبت زوجتى وام اولادى وانضمت الى والدتها وتركت أولادها الصغار معى -- نعم -- اقوم انا برعايتهم كاملة ولقد أكرمنى الله وعوضنى خيرا بنجاحهم وبتفوق واتمنى من الله ان اكمل معهم المسيرة حتى يصبحوا رجالا يعتمدوا على اننفسهم
ولكنى ابدا لم اكن خائنأ كما وصفونى -- فمهما كنت ومهما فعلت -- هذا لا يعطيها الحق ابدا فى ترك اولادها بهذا الشكل وفى هذا الوقت الحرج جدا بالنسبة لهم -- ألم تكن هذه هى الخيانة الكبرى التى أمنها الله اياها واعطاها من نعمه طفلين جميلين ولكنها لم تؤتمن عليهما وتركتهما وهما فى أمس الحاجة الى حنان الام ورعايتها -- الم تكن خيانة عندما انحازت الى صف امها وأصرت على الطلاق وهجرت بيت الزوجية واخدت كل ما خف وزنه وغليا ثمنه -- اذا كنت اخطأت -- فبكفى اعترافى بهذا الخطأ فهذ خطأ وليس خيانة -- وان اول من ساعدونى على هذا الخطأ هم أهلها واولهم امها واخواتها البنات ولكنى تداركت خطئى -- والمدهش فى الموضوع ان امها مريضة بمرض غريب وعجيب وهو انها تكون غاية فى السعادة عندما تعلم ان احدى بناتها قد طلقت من زوجها -- صدقونى والله هذا حق -- والدليل على ذلك ان لديها ثلاث مطلفات مقيمين معها بالبيت وثلاثة اخريات غير متزوجات وبلغن سن الثلاثين
واخيرا يا ترى من الخائن ؟

خالد الجندى -
[b]