*** قصة نوح عليه السلام *** 
          ~~~ ~~~ 

كان نوح أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض،  كما ثبت في الصحيحين،  عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث الشفاعة : (( فيأتون آدم فيقولون: ياآدم أنت أبو البشر،  خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك واسكنك الجنة،  ألا تشفع لنا إلى ربك؟  ألا ترى مانحن فيه ومابلغنا؟  فيقول: ربي قد غضب غضبا شديداً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله،  ونهاني عن شجرة فعصيت،  نفسي نفسي،  اذهبوا إلى غيري،  اذهبوا إلى نوح،  فيأتون نوحا فيقولون: يانوح..  أنت أول الرسل إلى أهل الارض وسماك الله عبداً شكورا،  ألا ترى إلى ما نحن فيه؟  ألا ترى إلى مابلغنا؟  ألا تشفع لنا إلى ربك عز وجل؟  فيقول: ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله،  نفسي نفسي))  
----------------------------------------------
فلما بعث الله نوحا عليه السلام،  دعاهم إلى إفراد عبادة الله وحده لا شريك له وألا يعبدو معه صنما ولا تمثالا ولا طاغوتا وان يعترفوا بوحدانيته كما امر الله تعالى من بعده من الرسل الذين هم كلهم من ذريته، قال تعالى { وجعلنا ذريته هم الباقين } وقال فيه وفي ابراهيم { وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب } 

---------------------------------------------
وذكر القرآن ان نوح دعاهم إلى الله بأنواع الدعوة في الليل والنهار والسر والاجهار بالترغيب والترهيب وكل هذا لم ينجح معهم،  بل استمر أكثرهم على الضلالة والطغيان وعبادة الاصنام والاوثان،  بل نصبوا له العداوة وتنقصوه وتوعدوا من امن معه بالرجم والإخراج ونالوا منهم وبالغوا في أمرهم 
{ قال ياقوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين } الاعراف '61'
{ ما نراك إلا بشرا مثلنا ومانراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ومانرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين } 

{ بادي الراي } أي آمنوا بك بمجرد ما دعوتهم من غير نظر ولا روية فهم ضعفاؤنا 

قال صلى الله عليه وسلم قال (( ما دعوت أحداً إلى الاسلام الا كانت له كبوة غير أبي بكر،  فإنه لم يتلعثم))

---------------------------------------------
وقول كفرة قوم نوح له ولمن آمن معه { ومانرى لكم علينا من فضل } أي لم يظهر لكم أمر بعد اتصافكم بالايمان ولا مزية علينا { قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي آتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وانتم لها كارهون } 
وهذا تلطف في الخطاب معهم وترفق بهم في الدعوة الى الحق  

فقال لهم أنا عبد لله لااعلم علم الله إلا ماعلمني ولا اقدر الا على مااقدرني عليه ولا املك لنفسي ضرا ولا نفعا.  

وقد طال الزمان والمجادلة بينه وبينهم { فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون } اي انه ومع هذه المدة الطويلة ما آمن به إلا القليل منهم. 
وكان كلما انقرض جيل وصوا من بعدهم بعدم الايمان به ومحاربته ومخالفته،  وكان الوالد اذا بلغ ولده وعقل عنه الكلام وصاه فيما بينه وبينه ألا يؤمن بنوح ابدا ماعاش ودائما مابقي { ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا } 
___________________________