قارب و سحابة- قصة حب Spacer10

 


أهلا وسهلا بك إلى منتدى عالم فى الروقان.
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


من طرف يزن المالكيكتب: إهــــــــــــــــــــــــــــــداء من طرف يوسف شعرونكتب: ادارة المنتدي تهنئ أعضاء المنتدي الكرام بحلول عيد الاضحي المبارك وكل عام وانتم بخير من طرف يوسف شعرونكتب: للاعلان في المنتدي او للاستفسار عن مشكله يرجي التواصل عن طريق قسم الشكاوي . من طرف يوسف شعرونكتب: عالم في الروقان يرحب با الاعضاء والزوار الكرام
آخر المواضيع
goweto_bilobedسلام عليكمقارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1الأحد يونيو 25, 2023 3:20 pm من طرفgoweto_bilobedازاى تجيب 5 مليون او اكتر كل يومقارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1الأحد مايو 28, 2023 5:40 pm من طرفgoweto_bilobedهل تعلم أن في خلق الإنسان شيئا يكاد لا يصدق..قارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1الجمعة أبريل 14, 2023 11:19 am من طرفgoweto_bilobedبرنامج راديو ( الكعبة ) 2023 الاستماع ( 149 مصحف كاملا - 217 اذاعة للقراء -9 اذعات عربية ) 4 ميجاقارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1الجمعة فبراير 24, 2023 6:24 am من طرفgoweto_bilobedملف 172 إذاعه إسلاميه و 127 ملف قرءان كاملا لمعظم قراء الوطن العربيقارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1الجمعة فبراير 24, 2023 6:22 am من طرفgoweto_bilobedتحميل استايل كويتى المتعدد الالوانقارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1الثلاثاء يوليو 27, 2021 2:35 pm من طرفgoweto_bilobed فيلم تصبح على خير بطولة تامر حسنى ، نور ، درة ، مي عمر نسخه hd cam على اكثر من سيرفرقارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1الأربعاء ديسمبر 26, 2018 10:57 pm من طرفgoweto_bilobedكاأس البن قصه حقيقيهقارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1السبت نوفمبر 26, 2016 4:09 pm من طرفgoweto_bilobedرجعت بعد رحيلي وطول غيابي ..قارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 24, 2016 8:41 pm من طرفgoweto_bilobedإهــــــــــــــــــــــــــــــداءقارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 24, 2016 3:06 pm من طرف

منتدى عالم فى الروقان :: (المنتديات الثقافيه) :: == قسم القصص والخيلات ==

شاطر
قارب و سحابة- قصة حب Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 14, 2013 9:27 pm
المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
.::|عبد من عباد الله|::.
الرتبه:
.::|عبد من عباد الله|::.
الصورة الرمزية

يوسف شعرون

البيانات
رقم العضوية : 1
المزاج : المزاج
المهنة : المهنة
الهواية : الهواية
البلد : الدولة
الجنس : الجنس
عدد المشاركات : 3119
النـأدي المفضلْ : قارب و سحابة- قصة حب Ahly7-11-2008-16-7-2
تاريخ التسجيل : 12/02/2010
العمر : 30
الاقامة : فى قلوب الناس
الأوسمة : قارب و سحابة- قصة حب S4mkux10
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: قارب و سحابة- قصة حب


قارب و سحابة- قصة حب


كعادتي مؤخرا، أبحث عن بداية مشرقة، فلا أجد ... لا يهم... فأنا الليلة لدي" حدوتة" و هذا يكفي... أعشق الحكايات، و أحبها أكثر حين تفاجئني بأحداث و شخصيات لم تكن في الحسبان. لم يحك لي أحد حكايات قبل النوم في طفولتي، هذا لو اعتبرنا اني نضجت من الأساس، و لم أسمع عن شخصيات خرافية سوي " شمهورش" و "الأشكيف" و " أبو رجل مسلوخة" ... كنت أستمد حكاياتي من الكتب.... أقرأ طوال الصيف، و أحكي لصديقاتي و زملائي في الفصل كلما طُلب مني ذلك... كنت أقلد الأصوات و الحركات و أغير ملامح وجهي حتي تتلائم مع ما أحكيه... أذكر أن آخر مرة طُلب مني فيها أن أحكي حكاية داخل الفصل كنت في الصف الأول الثانوي" في حصة إحتياطي كالعادة" شئ رائع أن تتقاسم مدرستك لمدة ثلاثة عشر عاماً مع نفس " الأصحاب" و موجع أيضاً أن يذهب كلٌ إلي طريقه و ربما لن يتذكر أحد حكاياتي الآن... انا نفسي لم أعد أذكر تفاصيل قصة " الياقوتة الحمراء" التي كان يُطلب مني أن أحكيها مراراً و تكراراً لنفس الأولاد و البنات علي مدار سنوات... لم أعد أتذكر سبب إعجابهم بتلك القصة تحديداً... اممم... حديث مطول كالعادة... حسنا نكتفي بهذا القدر... أنا لم أعد أحكي، و إن كنت لازلت أقرأ الحواديت و ألفها حولي قبل نومي لتؤنسني... أهدتني نهي محمود( سأكتب عن زيارتها لسوهاج ان لم تفعل هي) منذ يومين مجموعة قصصية لمحمد الفخراني، بعنوان " قبل أن يعرف البحر اسمه" ... لم أبدأها و لم أنهيها، و لكني قرأت منها قصتين حتي الآن، فأنا لا أشتهي القراءة هذه الأيام... و لكن جعلني الفخراني أقرأ قصتين اخترت لكم منها " حدوتة المركب و السحابة"... إلي كل من يحبّ... إلي كل من أحبّ و أنعم الله عليه بلذّة الحب و وجعه... و إلي من جفف السحاب من أثر المطر ليحشو به وسادة حبيبته التي أعياها السفر و إنتظار فرحة تقرّ العين و تملأ القلب... و إليّ أنا
قارب و سحابة- قصة حب

ملحوظة قبل القراءة: من أروع ما بالقصة أن بها أصوات متداخلة كثيرة... و كلها تحكي...ربما تربكك، لذا أضفت علامات تنصيص من عندي عند حكاية كل صوت من تلك الاصوات... و لم أعبث بالنص و لم تفسده علاماتي...

لا أحد يعرف متي بدأت قصة الحب بين القارب و السحابة، ما يعرفه الجميع أن السحابة هي التي بدأت القصة، حدث ذلك في ليلة بلوغها، و هي أول ليلة تستطيع فيها أن تمطر، بعدما عاشت سنوات طفولتها تلعب في شوارع السماء و تراقب سعادة السحابات الشابة عندما تمطر، كانت تعرف أن الكثيرات منهن يعشن قصص حب مع كائنات أرضية.

" في الليلة التي صرتُ فيها سحابة بالغة كان البحر أول مكان أمطر له، و عرفتُ أني سأجد فيه حبيبي، أمطرتُ يغزارة و اقتربت لأري أول شئ يلمسه مائي، وكان القارب الشاب، اقتربت منه أكثر حتي كدت اسقط في البحر."

إلا أن القارب كان مشغولا عنها، فقط أحس بأن المطر الذي يهطل عليه هو لسحابة تدخل مرحلة البلوغ هذه الليلة، شمّ رائحتها و سمع شهقتها و هي علي وشك السقوط، لولا أن أمسكت بطرف ثوبها إحدي السحابات الأكثر خبرة.. نفس السحابة كانت ستسقط بنفس الطريقة منذ عشر سنوات لولا أن أمسكت بها سحابة أخري.

كان القارب مشغولا فلم يرفع عينيه للسحابة، حيث يمكنه أن يراها بوضوح في ضوء القمر كما رأته، و أحبت تفاصيل جسمه المشمس، و شمت فيه رائحة السفر، كان القارب قد دخل مرحلة الشباب منذ عام، بعد ان عاش صباه يلاعب البحر مع أصدقائه علي الشاطئ، مع بعض المغامرات في العمق بعيداً عن عيون القوارب الكبار.

" أحببتُ أن يكون القارب قدري، لأنه اول من لمسته بمطري، و أوشكت علي السقوط لأجله، فلابد أن يعني هذا حباً، و إلا ما كنت لأشعر بشئ، و لعدتُ للسماء دون ان أحتاج لسحابة أكبر مني تجذبني من طرف ثوبي، و تصفعني مرتين حتي أنتبه و أُحوّل عيني عنه."

ثلاث سنوات لم يلتفت فيها القارب للسحابة، و قد فعلت الكثير لتجعله ينظر لها مرة واحدة حتي يعرف أنها قدره مثلما عرفت أنه قدرها، فكانت ترميه بنجمات صغيرة، و كرات نور ملونة، أو بقطع من ملابسها، يبعدها عن وجهه دون أن ينظر فيها و يستمر في عمله، فتلتقطها من الماء بغصن شجرة، كما كانت تقترب منه بشكل يلفت نظر السحابات الأكبر سناً فينادينها حتي لا تقترب لهذه الدرجة، لكنها كانت تقترب أكثر و أكثر، حتي تركنها تفعل ما تريد، فقد كانت من عائلة معروفة بتهورها و اندفاعها في مشاعرها.

أجمل ما فَعَلَتْه خلال الثلاث سنوات لتلفت نظر القارب إليها أنها لم تتوقف عن حبه، و لا عن أن تسكب مطرها إليه، لكنه لم يفعل و لو لمرة واحدة مثلما كان يفعل في طفولته: "أن يقف تحت المطر و يغسل رأسه و هو في قمة السعادة، حتي إنه، حتي إنه لم يكن يسمع أمه تناديه، لكنه بعد قليل كان يري ابتسامتها و هي تراقبه بكل هذا الحب فيزداد حماسه و يزداد المطر."

"كنتُ أسافر معه أينما ذهب، و اتعجب كيف يستطيع ان يواصل العمل ليلاً نهاراً دون راحة، و كيف لا تسمح له القوارب الكبار بفترات راحة، لكني كنت فخورة به أمام صديقاتي و أختي الكبيرة، و كنت أعرف أنه في مقابل هذا العمل المتواصل ستأتي أيام فيها الكثير من اللعب، و لم أتوقف عن أن أشكّل نفسي كائنات و مشاعر و ألواناً أعتقد أنه يحبها."

"في نهاية السنة الثالثة لعملي المتواصل أحسستُ بيدٍ كبيرة دافئة تربت كتفي، فالتفتُ لأري القارب الكبير يبتسم لي، ثم يأخذني تحت ذراعه لمنتصف البحر و يعلن فخره بما قدمه "هذا القارب الشاب" طيلة ثلاث سنوات، و منحني نجمة فضية، و راحة لمدة نهار واحد، علي أن أبدأ عملي مع أول شعاع من الليل."

استلقي القارب علي الشاطئ و رغم أن وجهه كان للسماء، إلا أنه لم ير السحابة لآنه كان مشغولا بنجمته، اقتربت السحابة كثيراً، و شكّلت نفسها مئات الأشكال لكنها لم تلفت نظره، و عندما رأت النوم قريباً منه، نادته، لكنه أغلق عينيه قبل أن تعرف لونهما، فلن يمكنها ذلك إلا لو نظر مباشرة في عينيها، ضربت السحابة الهواء بيدها، و أسرعت لأختها الكبيرة تطلب منها أن تخبرها بما يمكن أن تفعله، لكني لم أفعل شيئاً إلا ان قلتُ لها أن القارب لو كان قدرها فحتما سيراها: لا داعي للقلق، و نصحتها بألا تشكّل نفسها علي أية هيئة أخري، عليها أن تكون ما هي عليه، و ربطتُ في شعرها شريطاً أحمر، أو ربما أزرق أو أي لون آخر.

استيقظ القارب في الغروب، و كانت السحابة تجلس علي قمة جبل قريب بما يسمح لها أن تتأمله عن قرب خلال ساعات نومه القليلة، و أكتشفتْ أن من أجمل الأشياء التي يمكن لأحد ان يفعلها.. أن يتأمل حبيبه أثناء نومه.

عندما فتح القارب عينيه كان الشريط الملوّن في شعر السحابة يرفرف بعرض البحر، تتبّعه القارب بعينيه حتي عيني السحابة.. لم يدق قلبها بعنف، لم تشهق أو تبتسم بعشق، أو تلوّح له بيدها، لم يعتدل في جلسته، أو يبتسم، لم يشعر أن العالم اهتز.. فقط ببساطة بدأت قصة الحب بينهما.

أمطرت السحابة علي رأسه في نهاية الساعة التي قضياها معاً في الكلام، و طلبت أن يغسل رأسه بمائها مثلما كان يفعل في طفولته، فقد حكي لها في هذه الساعة حياته كلها، و اكتفت أن تحكي عن الثلاث سنوات التي أحبته فيها دون أن يلتفت إليها، ثم أطلقت شريطها الملوّن للسماء، فرفرف و هو يتخذ عدة أشكال للحب، قبل ان يتوقف ليفكر قليلاً و يتحوّل لقوس كبير بين البحر و السماء، و بدأت بعض الألوان تتجمع معه، فظهر "قوس قزح" لأول مرة في الحياة.

"عدتُ للعمل، و لاحَظَت القوارب أن شعري مبلل بالمطر رغم أنهم لم يروا أية سحابة تمطر، فعرفوا انها قصة حب، و كانت هذه إشارة:" أن يذهب قارب للشاطئ و يعود بالمطر في رأسه".. فهمت القوارب أن هناك علاقة بين المطر في شعري، و القوس الملوّن الذي ظهر بين البحر و السماء."

اعتاد سكان البحر و السماء ان يروا قاربا و سحابة معا في اوقات عملهما و راحتهما، و في الأسفار المختلفة، حيث طلبت السحابة أن تكون أماكن عملها قريبة من الأماكن التي يسافر إليها القارب، و أوقات عملها في نفس أوقات عمله.

استمر البحر و السماء لمدة عام في الاستمتاع بقصة الحب بين القارب و السحابة التي كانت تفاجئهما كل يوم بشئ جديد في قصتها، حتي إن ما تفعله كان يفاجئ عائلتها الشهيرة بابتكاراتها في الحب.

و في بداية العام الثاني للقصة بدأت كل السحابات المرتبطة بقصص حب مع قوارب تطالب بأن تتوافق أوقات و أماكن عملها مع هؤلاء القوارب، و هو ما لا يمكن السماح به، فأُلغيت الامتيازات التي حصلت عليها السحابة، مما جعل لقاءاتها مع القارب قليلة جداً، حيث كان البحر و الريح في هذا الوقت علي خلاف شديد، فإذا اتجهت الريح شمالا اتجه البحر جنوبا، و ذلك لأنهما لم يستطيعا أن يعيشا معاً قصة حب رغم ان كلا منهما يحمل حبا عميقا للآخر، و ذلك بسبب الكبرياء و الغرور، و أن كلا منهما يعرف أن الآخر لن يكتفي به من العالم،" لذا لم نستطع حتي ذلك الوقت أن نكون حبيبين، و لم نتوصل لأن نكون صديقين."

و كان علي السحابة أن تقاوم الريح و ترفض الذهاب معها، و في المرة الأولي التي فعلت ذلك، توقفت السحابات الشابة تنظر بترقب، و نهضت السحابات الكبيرة من مكانها في مداخل الشوارع، و قد تذكرن ما حدث منذ خمسين عاماً عندما رفضت الجدة الثالثة لهذه السحابة أن تذهب مع الجدة الرابعة لهذه الريح من أجل حبيبها أيضاً، و كانت هي أول من فعل ذلك في تاريخ السحابات مع الرياح.

" و لأني لم أكن لأسمح لهذا أن يتكرر فقد صفعتُ السحابة بقوة جعلتها تلفظ بعض ألوانها، و جذبتها من شعرها و دفعتها أمامي، و عندما رفضت أن تمطر ضربتها بقوة علي صدرها، فأفرغت ماءها دفعة واحدة، و عاقبتها بأن حملتها رغماً عنها و قيّدتها فوق إحدي الغابات المشتعلة، و أمرتها بأن تمطر لأسبوع متواصل و إلا ألقي بها في نار الغابة، و عندما رفضت، كنت أضربها بقوة علي صدرها من وقت لآخر، فتفرغ ماءها في دفعات غزيرة."

مما جعل السحابة تشحب و تصاب بنوبات إغماء قصيرة، إلا أن قلبها ظل طوال الوقت مشغولا بقاربها الشاب الذي كان هو الآخر يقاوم البحر.

"مما اضطرني إلي تعذيبه، فكنت أسحبه تحت الماء و أخرجه قبل ثانية من واحدة من الغرق، ثم أحمله للشاطئ و أضربه بالجبل، أو ألقيه علي الرمل تحت الشمس حتي يجف جسمه و يتشقق من العطش و يتغير لون وجهه، فأرسل موجة قوية تسحبه للماء ثانية، و أخرج له وحوشا تضربه و تجرحه جروحا عميقة."

خلال السنوات التي باعد فيها البحر و الريح بينهما، كان كل من القارب و السحابة يحكي قصته للبلاد التي يسافر إليها، و يترك لحبيبه هدايا ربما يتسلمها بعد شهور أو سنين، حتي صارت كل الأماكن و المخلوقات تعرف "قصة القارب و السحابة" و تحمل هدايا من أحدهما للآخر.

كان البحر في قلبه معجبا بالقارب الشاب، فهو أيضا عاشق قديم، و كانت الريح معجبة بالسحابة، فهي بالأساس عاشقة مثل كل جدّاتها، و ما يبدو منها من قسوة ليس إلا متطلبات العمل، لذا لم يتحمل البحر و الريح أن يعذبا القارب و السحابة للأبد، " فحاولنا أن نكون صديقين لأجلهما، و منذ ذلك الوقت نسافر في اتجاه واحد، و نمارس أفعال الصداقة بدافع الحب."

تجاوزت السحابة عمر الشباب مع حبيبها، و مازالت تمارس جنونها به، و تترك السماء مثل أية مراهقة لتصحب القارب لأي مكان في الحياة، لم تمد يدها في أي وقت لتمسك أية سحابة شابة و تنقذها من الوقوع في الحب أو الألم، كانت تتركهن يقعن لأقدارهن، و تضحك و هي تراقبهن يلاعبن هذه الأقدار لبعض الوقت قبل أن يعدن بجروح كثيرة، فتقول لهن إن هذه الجروح ستظل أجمل ما حدث لهن في الحياة، لم تكن تنصح أية سحابة، و اشتهرت في السماء بمقولتها: " الحياة هي التجربة"، و كانت السحابات الشابات يبحثن عنها ليسمعن منها جملتها الشهيرة، فكانت تقولها بطريقة خاصة تمنحهن وعوداً بالمتعة، و تجعلهن أكثر حباً للحياة.

مرت سنوات كثيرة من الحب حصل فيها القارب علي الكثير من نجمات البحر، و أمطرت فيها السحابة علي كل مكان في الحياة، و ما زالت فيهما آثار الجروح القديمة وقت أن كانا يقاومان البحر و الريح، و صارت عادة منذ سنوات طويلة أن يذهبا بعيداً لجبل أو غابة، يمارسان كلام الحب و أفعاله، و يكشف كل منهما جسده للآخر و يُريه جروحه، و لم يستطع القارب أن يمنع دموعه و هي تُريه آثار جروح كانت تظللها بالألوان في المرات السابقة حتي لا يراها، ضمته السحابة و قالت له مبتسمة إنها مجرد آثار قديمة، و له ان يعتبرها آثاراً جانبية للحب، وكان علي القارب أن يرفع صوته حتي تسمعه و هو يقول لها: " أحبك"، فقد ضربها الرعد بقوة في شبابها مما أثر علي سمعها مع تقدمها في العمر.. كانا يفتحان صندوق الهدايا القديمة و يراجعان التواريخ و الأماكن و الكلمات القليلة المكتوبة علي أوراق الأشجار أو قطع ملابسها الشخصية، و عندما يتمددان متجاورين يحرص القارب علي أن يكون علي جنبه الأيسر، فقد كسر البحر قديماً ضلوع جنبه الأيمن كلها، و ضلعين من جنبه الأيسر.. كان يكسرها و يعيد كسرها عدة مرات في الشهر.

تقدمت السحابة في العمر.

"لكني لم أكن لأكف عن المطر كما تفعل السحابات الكبيرة، و تكتفي كل واحدة منهن بأن تجلس في مداخل الشوارع تحكي حكايات مكرر و تنصح السحابات الشابات، و تزينهن و تجهزهن لأيام المناسبات و الأعياد الخاصة التي ينتظر البشر فيها المطر، كنتُ أريد أن أنهي حياتي و ما زلت أمنح الحب و المطر، فأمطر في أعياد البشر و أيامهم العادية، للشجر، للأحجار، عندما يظمأ إنسان أو نبتة أو حبة رمل، أو علي رأس حبيبي ليغسل نفسه بي، و تنتهي حياتي في اللحظة التي يكون هو في قمة سعادته."

كان مسموحا للسحابة أن تمارس حياتها كما تريد، و ظلت طوال الوقت قادرة علي أن تحمل المطر لمسافات بعيدة، و أن تسابق الشابات في السفر، و كانت تعوّض فارق السن بحبها الشديد للحياة، و خبرتها في اكتشاف طرق مختصرة تصل بها للمكان الذي تريده في الوقت المناسب.

" و في البحر كان مسموحاً لي بعدما صرتُ أكبر القوارب عمراً أن اعمل لأيام متواصلة كما أحب، و منذ سنوات طويلة كنت أنا من يمنح الميداليات و النجمات للقوارب الشباب، و أطلب منهم أن يتلفتوا حولهم و ينظروا من وقت لآخر للشاطئ أو السماء أو أي مكان في الحياة، فربما كان قدر أحدهم ينتظر منه نظرة واحدة."

كان القارب يريد أن يواصل الحياة و الحب، فيظل صديقاً لطيور البحر و أمواجه، و أن يحمل نور الشمس و القمر لمكان أو مخلوق يحتاجهما، فيكون هذا آخر ما يفعله، أو أن يجعل من نفسه آلاف الهدايا الصغيرة التي يتركها لحبيبته في كل مكان تذهب إليه، و كلما فتحت هدية وجدت شيئاً منه، فتبتسم و لا تفكر في أنه لم يعد موجوداً.. و إنما ينتظرها في المكان التالي.




الموضوع الأصلي : قارب و سحابة- قصة حب // المصدر : منتديات عالم في الروقان // الكاتب: يوسف شعرون
توقيع : يوسف شعرون




الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المشاركه في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
قارب و سحابة- قصة حب , قارب و سحابة- قصة حب , قارب و سحابة- قصة حب ,قارب و سحابة- قصة حب ,قارب و سحابة- قصة حب , قارب و سحابة- قصة حب
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ قارب و سحابة- قصة حب ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا






12345678910111213141516171819202122232425262728
29303132333435363738394041424344454647484950515253545556

Rss

feed

atom

xml




منتدى عالم فى الروقان

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن.


جميع الحقوق محفوظة لعالم في الروقان
حقوق الطبع والنشر 2025 - 2010
الاستايل من تحويل يوسف شعرون

 
تحويل عالم في الروقانتصميم يوسف شعرون